الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أحدها "الديباج الدمشقي".. خمس حقائق عن فستان زفاف الملكة إليزابيث

أحدها
فستان زفاف الملكة إليزابيث

ما تزال تفاصيل حياة الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، وتاريخ حكمها الأطول في التاريخ البريطاني، حديث الناس منذ رحيلها عن عالمنا، الخميس الماضي، في قصر "بالمورال" عن 96 عاماً.

ولعل فستان زفاف الملكة الراحلة التي لطالما عرفت بأناقتها الدائمة، بقي مربط الفرس شهوراً طويلة، إلى أن أطلّت به يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1947، في حفل زفافها على الضابط البحري الأمير فيليب، وانتظره الجميع في بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

فقد وصلت التكهنات حول ما سترتديه الأميرة البالغة من العمر 21 عاماً آنذاك وقبل اليوم الكبير، إلى درجة اضطر فيه القصر الملكي على تغطية نوافذ استوديو المصمم "نورمان هارتنيل" منعاً للتجسس، وهناك رواية تاريخية عن صناعة الفستان الشهير، تحمل عنوان "ثوب".

فوراء هذا الثوب المذهل قصة يقف خلفها 5 حقائق عن فستان شغل العالم أشهراً طويلة في تلك الفترة.

الحقيقة الأولى

ذكر الكتاب الشهير أنه تمت الموافقة على التصميم النهائي لفستان زفاف الملكة قبل أقل من 3 أشهر من موعد اليوم الكبير.

وفي حين تتطلب العرائس عادة أشهرا طويلة لتحضير فساتينهن، لم يبدأ تفصيل ثوب الأميرة إليزابيث إلا في شهر أغسطس/آب من عام 1947 ، وفقاً لـ Royal Collection Trust، أي قبل أقل من 3 أشهر من زواجها.

وفاز حينها التصميم الذي رسمه نورمان هارتنيل، أحد أبرز مصممي الأزياء في إنجلترا في ذلك الوقت، وأطلق عليه لقب "أجمل فستان صنعه حتى الآن".

كما استغرق الأمر جهداً شاقاً من 350 امرأة للانطلاق في إنشاء القطعة التفصيلية المعقدة في مثل هذا الإطار الزمني القصير، وقد أقسمن جميعا على السرية لحماية أي تفاصيل حول يوم الأميرة إليزابيث الخاص، متعهدات بمنع التسريب إلى الصحافة.

بدورها، شرحت بيتي فوستر، الخياطة التي كانت تبلغ من العمر 18 عاماً حين عملت في الفستان في استوديو هارتنيل، أن الأميركيين استأجروا الشقة المقابلة ليروا ما إذا كان بإمكانهم الحصول على لمحة عن الفستان.

في حين وضع المصمم تغطية محكمة على نوافذ غرفة العمل مستعيناً بالشاش الأبيض لمنع المتلصصين، وفقاً لما ذكرته "صحيفة التلغراف".

"العاشق والمعشوق" نمط من نسيج "الديباج الدمشقي"

وقد اختارت الملكة إليزابيث نقشة "العاشق والمعشوق" لتطريز فستانها، وهو نمط من نسيج "الديباج الدمشقي" الذي اشتهرت به العاصمة السورية دمشق قبل 3 آلاف عام، ويستغرق صنع متر واحد من هذا القماش 10 ساعات بسبب الأنماط الدقيقة والمعقدة والتفاصيل.

ويعرف أحيانا بـ"بروكيد"، وهي كلمة إيطالية مشتقة من كلمة بروكاتيلو، وتعني قماش حريري متقن ومطرز بخيوط ذهبية أو فضية.

وفي عام 1947، أرسل الرئيس السوري آنذاك، شكري القوتلي، مئتي متر من قماش الديباج إلى الملكة إليزابيث الثانية، حيث كان ينسج الديباج على نول قديم يعود تاريخه إلى عام 1890 واستغرق 3 أشهر.

كما ارتدت الملكة ثوباً من الديباج الدمشقي مرة أخرى عند تنصيبها كملكة عام 1952. وهو مزين بعصفورين ومحفوظ في متحف لندن.

الحقيقة الثانية

في مفاجأة أخرى، أعطت نساء بريطانيات الأميرة إليزابيث كوبونات حصصهن للمساعدة في دفع ثمن الفستان، وذلك بسبب التقشف الذي عاشته البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.

فقد كانت تدابير التقشف حينها تعني أن على الناس استخدام كوبونات مخصصة لدفع ثمن الملابس، فتبعرت البريطانيات بحصصهن لثوب الملكة.

وبينما منحت الحكومة البريطانية الأميرة إليزابيث حينها 200 قسيمة حصصاً إضافية، كانت النساء في جميع أنحاء المملكة المتحدة سعيدات للغاية برؤيتها تتزوج، لدرجة أنهن أرسلن لها قسائمهن الخاصة بالبريد للمساعدة في تغطية ثمن الفستان، في عرض كان مؤثراً جداً.

اقرأ أيضاً: الملكة إليزابيث "في الغيوم"

الحقيقة الثالثة

ثوب الأميرة كان مستوحى من لوحة "بوتيتشيلي"، حيث جاء إلهام هارتنيل لفستان الزفاف من مكان غير عادي.

فلوحة الفنان الإيطالي الشهير ساندرو بوتيتشيلي "بريمافيرا" كانت منبع الفكرة، وتعني كلمة "بريمافيرا" الربيع باللغة الإيطالية.

وتُظهر اللوحة طريقة مثالية للجمع بين البداية الجديدة لحفل الزفاف وكذلك بداية جديدة للبلاد بعد الحرب، حيث كانت الأميرة إليزابيث مغطاة بزخارف معقدة من الزهور والأوراق المطرزة بالكريستال واللؤلؤ.

وذكر موقع "Royal Collection Trust"، أن المصمم "هارتنيل" أكد على ضرورة تجميع الزخارف في تصميم يتناسب مع باقة زهور.

الحقيقة الرابعة

لعل أحد أبرز التفاصيل أيضاً، كان أن إطلالتها تزيّنت بـ 10.000 حبة لؤلؤ طرزّت يدوياً على قماش الفستان.

كما حرص المصمم على ضمان إنتاج الحرير والساتان في بريطانيا، وتم استيراد اللؤلؤ من أميركا، بعد طمأنة الجمهور بأن ديدان القز جاءت من الصين، وليس من إحدى الدول التي خاضت معها بريطانيا الحرب، مثل اليابان أو إيطاليا، وفقاً لـ Town and Country.

الحقيقة الخامسة

أكدت المعلومات أن الملكة الراحلة لم تحاول ارتداء الفستان أو تجربته حتى يوم زفافها، وذلك على عكس أفراد العائلة المالكة ممن يأخذون وقتهم لتجهيز فساتين الزفاف.

واتضح أن الأميرة إليزابيث حينها لم تكن تعرف في الواقع ما إذا كان ثوبها مناسبا بشكل صحيح حتى صباح يوم الزفاف.

وأخبرت فوستر، الخياطة سالفة الذكر، أن ثوب إليزابيث تم تسليمه في يوم الزفاف احتراما للتقاليد التي تقول إن تجربة فستان الزفاف قبل يوم العرس أمراً سيء الحظ.

يُشار إلى أن ملكة بريطانيا كانت توفيت الخميس الماضي في قلعة بالمورال، منزلها الصيفي في اسكتلندا، عن عمر 96 عاماً، بعد فترة حكم هي الأطول في تاريخ المملكة المتحدة، إذ استمرت 70 سنة.

ونقل جثمانها أمس الأحد، بواسطة عربة خلال القرى النائية في المرتفعات إلى إدنبره عاصمة اسكتلندا، في رحلة استغرقت ست ساعات ستسمح لمحبيها بتوديعها.

على أن يُنقل النعش جوا إلى لندن يوم الثلاثاء حيث سيظل في قصر باكنغهام، ليحمل في اليوم التالي إلى قاعة وستمنستر ويبقى هناك حتى يوم الجنازة التي ستقام يوم الاثنين 19 سبتمبر في كنيسة وستمنستر في الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي (1000 بتوقيت غرينتش).

ليفانت نيوز_ وكالات

 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!